تريد أن تعرف كم عدد سكان جمهورية ايران وعدد السنه في دولة إيران تابع معنا هذا التقرير المفصل عن حياة اهل السنة في الجمهوريه الايرانية
في عام 2011م، بلغ إجمالي عدد سكان إيران حوالي 75 مليون نسمة. بشكل عام فإن 99,4% من إجمالي السكان هم من المسلمين، والبقية عبارة عن أقليات مسيحية ويهودية وزرداشتية.
السنة والتاريخ
طبقًا لكتاب الحقائق الخاص بوكالة الاستخبارات الأمريكية لعام 2012م فإن إجمالي عدد المسلمين السنة في إيران يبلغ 9% من إجمالي السكان.
تاريخيًّا فإن المسلمين السنة من المذهبين الشافعي والحنفي كانوا هم الغالبية في إيران مقابل أقلية للشيعة محصورة في بعض المدن مثل قم وقاشان ونيسابور. ومع قيام الدولة الصفوية وسيطرة أولى حكامها إسماعيل الصفوي على مقاليد السلطة في البلاد عام 1501م تم إعلان المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي للدولة.
في هذا الأمر يقول الباحث العراقي الدكتور علي الوردي واصفًا فترة حكم شاه إيران إسماعيل الصفوي “كفى أن نذكر هنا أن هذا الرجل عمد إلى فرض التشيع على الإيرانيين بالقوة، وجعل شعاره سب الخلفاء الثلاثة. وكان شديد الحماس في ذلك سفاكًا لا يتردد أن يأمر بذبح كل من يخالف أمره أو لا يجاريه. قيل إن عدد قتلاه ناف على ألف ألف نفس”.
ونتيجة لعمليات سب الخلفاء الراشدين والتنكيل بالمسلمين السنة، غضب السلطان العثماني سليم الأول مما أدى لقيام الحرب بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية، ليتمكن سليم الأول من فتح مدينة تبريز لكنها سرعان ما سقطت في أيدي الصفويين من جديد بعد خروجه منها ليقوموا بمجازر مروعة ضد السنة حتى تمكنوا من اقتلاعهم بشكل نهائي من المدينة.
تقول المصادر التاريخية إن إسماعيل الصفوي قام بقتل 140 ألف مسلم سني في يوم واحد.
تدريجيًّا انتشر المذهب الشيعي في إيران وسط انحسار للمسلمين السنة في بعض أطراف البلاد. ورغم سقوط الدولة الصفوية إلا أن الدول التالية لها سارت على نفس النهج مثل الدولة الزندية والقجرية والبهلوية.
طبيعة السنة العرقية
بعض المصادر تقول بأن العدد الحقيقي للسنة يبلغ حوالي 15% أو 20% والبعض يقول إنه يصل إلى 25% وأن نصفهم من الأكراد. ويرجع الخلاف حول العدد الفعلي لأهل السنة في إيران إلى عدم وجود إحصائيات رسمية تم اتباعها.
يتوزع المسلمون السنة في بعض أطراف الدولة الإيرانية.
أكثر السنة في إيران هم من الأكراد الذين يتبعون المذهب الشافعي بالإضافة إلى البلوش والتركمان الذين يتبعون المذهب الحنفي، والطوالش، وبعض العرب خصوصًا في منطقة لنجة، وبعض الأذريين الذين يتبعون المذهب الحنفي النقشبندي.
الأكراد وهم الأغلبية السنة يتركزون في منطقة كردستان الإيرانية التي تمتد من مدينة قصر شيرين شمال منطقة الأحواز إلى الحدود الأرمينية، وذلك بامتداد الحدود التركية.
أماكن تواجد السنة
1- خراسان
في شمال شرق إيران بجانب الحدود التركمانية والحدود الأفغانية.
2- تركمن صحراء
توجد في شمال إيران وتمتد من بحر قزوين وحتى الحدود الجنوبية لتركمانستان.
3- بلوشستان
توجد في جنوب شرق إيران حيث تمتد من خراسان وحتى بحر عمان، كما تحدها كل من باكستان وأفغانستان.
4- كردستان
تقع غرب إيران من مدينة قصر شيرين وحتى الحدود التركية.
5- طوالش وعنبران
غرب بحر قزوين.
6- بندر عباس
تقع على ساحلي الخليج العربي وبحر عمان.
7- بوشهر
تقع بالقرب من حدود العراق والخليج العربي.
8- فارس
وتمثل مناطق عوض وكله دار وخنج وفيشور.
9- محافظة أردبيل
وتحديدًا في ضواحي منطقة خلخال.
السنة بعد الثورة الإسلامية
ظن بعض السنة أن الشعارات التي رفعتها الثورة الإسلامية والخاصة بالمساواة بين السنة والشيعة في إيران ستتحول إلى حقيقة قريبًا، لكنهم كانوا مخطئين.
لا يزال المسلمون السنة في إيران يعانون من الكثير من حالات الاضطهاد والتفرقة في المعاملة بينهم وبين بقية الشعب الإيراني.
يتعرض أئمة السنة في المساجد لمراقبة كبيرة من الحكومة الإيرانية بهدف عدم إعطائهم الحرية في التحدث خلال الخطب والحرص على عدم خروج الإمام عن الخطوط الحمراء.
جدير بالذكر أن هناك عددًا من كبار الأئمة السنة من أصحاب الاتجاهات المختلفة تم إعدامهم أو سجنهم في إيران. أبرز هؤلاء هم الشيخ أحمد مفتي زاده الذي توفي بعد 10 سنوات من سجنه، والشيخ أحمد ميرين البلوشي الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا ولا يزال في محبسه حتى يومنا هذا، والشيخ محيي الدين الذي تم سجنه ثم نفيه إلى بلوشستان، والشيخ نظر محمد البلوشي العضو السابق بالبرلمان الذي تم اتهامه بأنه جاسوس للعراق ولإسرائيل، والذي يعيش حاليًا تحت الحراسة.
من بين حالات الاضطهاد التي يتعرض لها السنة أيضًا هو عدم قدرتهم على بناء أي مساجد في المناطق ذات الأغلبية الشيعية مثل العاصمة طهران وأصفهان. هذا الأمر يمكن فهمه إذا ما علمنا أن طهران العاصمة بها نصف مليون مسلم سني (مليون مسلم سني طبقًا لبعض المواقع) ولا يوجد لهم أي مسجد مخصص للصلاة.
أشكال أخرى للاضطهاد
1- ابتداع تهمة الانتماء للوهابية لكل من يحاول نشر المذهب السني في إيران.
2- هدم عدد من المساجد والمدارس السنية.
3- نشر المذهب الشيعي بين الأطفال السنة في المدارس الابتدائية.
4- إحباط أي محاول لنهوض اقتصادي للسنة.
5- عدم حرية الوصول إلى البرلمان الإيراني.
6- منع داري نشر تابعتين للسنة من المشاركة في الدورة الخامسة والعشرين لمعرض طهران الدولي للكتاب.
7- تمييز ضد السنة في تولي المناصب العامة بإيران؛ فلا يوجد سفير ولا وزير ولا نائب وزير أو رئيس محافظة من السنة.
8- منع إقامة صلاة الجمعة والعيدين التابعة للسنة في المدن الكبرى.
9- لا يستطيع السنة تسمية أبنائهم بكر أو عمر أو عثمان أو عبد الرحمن.
10- وجود مضايقات سياسية تتعرض لها مدارس أهل السنة.
قال حجة الإسلام والمسلمين الدكتور ناصر الرفيعي المختص والخبير في الشئون المذهبية والدينية في إيران في كلمة له ألقاها أمام منتدى بعنوان “الفاطمية وفرص الدعوة” في شهر مارس 2014م، إن نسبة أهل السنة في إيران ترتفع بشكل سريع في مقابل انخفاض في نسبة أهل الشيعة هناك.
الرفيعي ذكر أن عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية من السنة بلغ 50%، وأنه في إحدى مدن محافظة أذربيجان الإيرانية ترتفع هذه النسبة إلى 70%.
الرفيعي وصف هذا الأمر بالخطير جدًّا، وأرجعه إلى تعدد الزوجات بين أهل السنة وكثرة الإنجاب والانخفاض العام في معدل النمو لسكان إيران. الرفيعي ذكر أن بعض الرجال من السنة يتزوج 4 زوجات ويصل عدد أولاده إلى 40 طفلًا.
وفي عام 2013م، كان موقع “شيعة أون لاين” قد نشر تقريرًا أوضح فيه أنه وخلال العشرين عامًا القادمة سيصبح الشيعة في إيران أقلية مذهبية وسيتحول السنة إلى أكثرية.
آية الله مكارم شيرازي أحد أبرز أساتذة الحوزة العلمية الشيعية بمدينة قم الإيرانية قال في أحد المؤتمرات: “نرى اليوم أهل السنة يشترون الأراضي في أطراف مدينة مشهد (خراسان) كي يزداد عددهم… إن أي أحد ينفق ريالًا واحدًا لترويج المذهب الشيعي فهو يساعد على استقرار وأمن إيران”.
جدير بالذكر أن إقليمي الأهواز وخوزستان يشهدان تحولًا متزايدًا إلى المذهب السني بين سكانهما.