ابناء غالية البقمي ، صور غالية قديما ، معركة غالية والاتراك ، غالية ضد الترك ، معركة الأميرة غالية البقمي مع الاتراك ، اين وقعت حرب غالية والاتراك في اي سنة ماتت غالية البقمي ، مواليد غالية ، احفاد غالية البقمي ، قصة غالية البقمي ، حروب
صور الأميرة غالية البقمي التي هزمت الاتراك في ثلاث معارك عام 1228 - 1229
، كيف هزمة الاتراك ، عمر الاميرة غاليه البقمي ، اي مدينة عائلة البقمي ، السعودية :
الاميرة غالية البقمي التي قادت جيش ، ضد الأتراك في ثلاث معارك عامي 1228 و1229، بما عرفت به من القوة والشجاعة والحزم والذكاء،” قال عنها محمد علي باشا عندما مر بتربة في طريقه إلى رنية وبيشة وأبها: “أمست دار غالية خالية”،قادت بين 1228 و1229 ثلاث معارك ضد الأتراك .
والاميرة غالية بنت عبدالرحمن بن سلطان بن غربيط الرميثانية البدرية الوازعية البقمية، من قبيلة البدارا البقوم الساكنة على حدود الحجاز ونجد إحدى أعرق قبائل جزيرة العرب حسباً ونسباً، وهي زوجة حمد بن عبدالله بن محيي، عامل الدولة السعودية الأولى على مدينة تربة البقوم في غرب الجزيرة العربية، وأنجبت منه ابنا اسمه هندي توفي صغيراً، كما أنجبت ابنة أسمتها (زملة) من مواليد عام 1214ه، ثم بعد وفاة زوجها تزوجت “بخيت بن جنيح ” أمير الهملة من المودكة عام 1229هـ، واشتهرت غالية البقمية ببسالتها وشجاعتها بعد أن أبلت حسنا في مواجهة القوات التي أرسلها محمد علي باشا إلى الجزيرة العربية وذلك في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي (الثالث عشر الهجري)، ويرجح بأنّ ميلادها كان في الربع الأخير من القرن الثاني عشر الهجري، ويشير بعض المؤرخين إلى أنها في متوسط العمر خلال حملة الباشا على تربة، ويقال إن محمد علي باشا قال بعد معاركه الطويلة هناك وأثناء مروره َّ بتربة في طريق رنية وبيشة وأبها مقولته الشهيرة: “أمست دار غالية خالية”، وذلك بعد أن زود بأحدث أنواع الأسلحة لحسم المعارك هناك.
صور الأميرة غالية البقمي التي هزمت الاتراك في ثلاث معارك عام 1228 - 1229
اشتهرت الاميرة غالية بالشجاعة، ونُعتت بالأميرة. كانت أرملة رجل من أغنياء ” البقوم ” من سكان ” تَربة ” على مقربة من الطائف قال عنها محمود فهمي المهندس في كتابه ” البحر الزاخر ” واصفاً بطولة امرأة عربية سنة 1812 م (1227 ه) ما خلاصته: ” لم يحصل من قبائل العرب القاطنين بقرب مكة مقاومة أشد مما أجراه عرب البقوم في تربة، وكان قد لجأ إليها معظم عساكر الشريف غالب، وقائد العربان في ذلك الوقت امرأة أرملة، اسمها غالية كان زوجها أشهر رجال هذه الجهة وكانت هي على غاية من الغنى، ففرّقت جميع أموالها على فقراء العشائر الذين يرغبون في محاربة الترك .
المؤرخ الفرنسي الآخر (غوان) قال عنها: “إن غالية كانت في نظر المصريين، ساحرة تعطي الجنود (سرا) يحصنهم من الهزيمة، فلا يستطيع أحد أن يغلبهم.. ولهذا شبهوها ببطلتهم (جان دارك) التي اشتهرت ببطولتها الخارقة في محاربة الإنكليز الذين احتلوا قديما جزءا من فرنسا، ويرى القشعمي أهمية إضافة مادة للمقررات الدراسية عن دور هذه البطلة التاريخي، موضحا أن من كتب عن هذه المرأة هم قلة (مناحي القثامي، والدكتورة دلال الحربي، وبعدهم الكاتب مشعل السديري، وقبلهم الأستاذ منير العجلاني في كتابه عن العهد السعودي الأول)، مبيّناً أن هناك شارعاً فرعياً صغيراً منزوياً لا يزيد على 200م في (حي الروضة) بمدينة الرياض يحمل اسمها، متسائلاً: “ألا يجدر بنا أن نعطيها حقها وننزلها منزلتها اللائقة بها”.
ففي أوائل نوفمبر 1813 م (ذي الحجة 1228) سافر طوسون من الطائف ومعه 2000 نفس للغارة على تربة وأمر عساكره بالهجوم، وكان العرب محافظين على أسوار المدينة بشجاعة، ومستبشرين بوجود غالية معهم، وهي المقدمة عليهم، فصدوا طوسون وعساكره، واضطر هؤلاء إلى ترك خيامهم وسلاحهم، وقتل منهم في ارتدادهم نحو سبعمائة نفس، ومات كثيرون جوعاً وعطشاً، وكانت النتيجة المنتظرة لهذا الفشل أن يموت جميع العساكر لولا أن توماس كيث مع شرذمة من الخيالة استردوا مدفعاً وحفظوا به خط الرجعة. وتعطلت بعد ذلك الإجراءات الحربية ثمانية عشر شهراً “.
وقال مؤرخ مصر ” الجبرتي ” في حوادث صفر 1229 ه: ” وفي ثانيهِ وصل مصطفى بك أمير ركب الحجاج إلى مصر، وسبب حضوره أنه ذهب بعساكره وعساكر الشريف من الطائف إلى ناحية تربة، والمتأمّر عليها امرأة، فحاربتهم، وانهزم منها شرَّ هزيمة، فحنق عليه الباشا وأمره بالذهاب إلى مصر مع المحمل ” وقال أيضاً في حوادث جمادى الأولى 1229 ه: ” وفي رابعه وصلت هجانة من ناحية الحجاز، وأخبر المخبرون أن طوسون باشا وعابدين بيك ركبا بعساكرهما على ناحية تربة التي بها المرأة التي يقال لها غالية، فوقعت بينهم حروب، ثمانية أيام، ثم رجعوا منهزمين ولم يظفروا بطائل
و قبل قرنين من الزمان تواترت الأنباء والقصص والروايات بين عدد من مؤرخي «الاستانة» العثمانية وقلعة محمد علي باشا مفادها أن امرأة من وسط الجزيرة العربية قاومت وبضراوة جيوش الباشا بين الحجاز ونجد واستطاعت قبيلتها أن تصد الحملات المتتالية المدججة بأكفأ الأسلحة وأحدثها آنذاك، حتى كتب عنها المؤرخون الفرنسيون والأوربيون، فقد ضربت هذه المرأة الباسلة أروع نماذج الوفاء دفاعاً عن مبادئها وأرضها وبلادها، فكانت محراباً للنضال ومنبر للأنفة والمقاومة، ولم تكن هذه المناضلة إلاّ غالية البقمية التي اشتهرت بدورها البطولي في مقاومة حملات محمد علي باشا على الجزيرة العربية، وبدأت بطولاتها بعدما أخفت خبر وفاة زوجها الشيخ حمد بن عبدالله بن محي، عامل الدولة السعودية الأولى على مدينة تربة البقوم، وأصبحت تصدر الأوامر والتوجيهات لقادة الجيش وللقبيلة على لسانه، وتجتمع بزعماء القبيلة وتناقشهم في الأمر في قصر زوجها حمد بن محي؛ ما سهل مهمتها لتوجيه قادة الجيش والمرابطين، واستطاعت تحريك همم قومها وأبناء بلدتها للقضاء على الجيوش التي غزت المنطقة آنذاك بكامل عدتها وعتادها، حتى قال عنها أعداؤها إنها ساحرة ودجالة ومشعوذة، وهذا ما تناقله كثير من المؤرخين الفرنسيين الذين أرخوا لحروب الباشا في الجزيرة العربية، بينما أطلق عليها في بلادها لقب (الأمير) لعلو مقامها ومكانتها الاجتماعية.
ورد ذكر غالية البقمية في كتابات مؤرخي العراق ومصر والحجاز وكذلك في كتابات الرحالة والمستشرقين، وشبهها الفرنسيون ببطلتهم (جان دارك) التي اشتهرت ببطولتها الخارقة في محاربة الإنكليز الذين احتلوا قديما جزءا من فرنسا، وعلى الرغم مما كتبه مؤرخو أوروبا وبعض البلدان العربية عنها، إلا أن ذكرها في بعض المراجع التاريخية المحلية، بدا شحيحا ونادراً قياساً بما قدمته هذه المرأة المناضلة.
تتلخص قصة غالية في بطولاتها ومقاومتها لحملات محمد على باشا التي كانت تستهدف القضاء على الدولة السعودية الأولى ويسرد المؤرخ المصري “عبدالرحمن الجبرتي تفاصيل الأحداث ودور غالية البقمية وكيف كانت سدا منيعا حال دون تقدم قوات الباشا وتحقيق مآربهم بمؤازرة بشوات مصر، حيث ذكر أنّه وبعد وفاة الأمير حمد بن عبد الله بن محيي زوج الأميرة غالية، اضطرت إلى إخفاء وفاته عن الجميع بالاتفاق مع هندي بن محيي والشيخ رشيد بن جرشان الفارس المعروف، والذي كانت له مكانة كبيرة في ذلك الوقت حتى لا تثبط معنويات قبيلتها، وبعد فترة قام عثمان المضايفي (أمير الطائف حينها) بإرسال اثنين من الفرسان يخبرون البقوم بأن جيش الباشا قادم إلى تربه، وهم في طريقهم إلى الدرعية، فاجتمع البقوم في قصر الأمير حمد بن محيي لبحث الطريقة التي سيواجهون بها الترك، وبصفة غالية زوجة الأمير حمد بن عبدالله بن محيي، فقد كانت تتحاور معهم وتناقشهم في الأمر، وتبدى آراءها وتستمع إليهم، إضافة إلى ذلك فإن جميع مفاتيح قصور ابن محيي المملوءة بالسلاح وبالتمور في حوزتها، ولديها أعداد كبيرة من الخدم والخيل، وبعد مرور نحو أسبوع من المرابطة وحالة التأهب لم يأت إليهم أحد، وتفرق القوم، ثم إنهم أرسلوا فارسين للوجهة التي يتوقع قدوم الترك منها، فعاد الفارسان بعد ذلك منذرين، يحملون أخباراً مرعبة حيث يتقدم نحوهم جيش جرار تسير صفوفه على وقع الموسيقى العسكرية والتي تجر معها المدافع الضخمة عبر عربات مسطحة تسير على العجلات، وهنا صاح منادي الحرب في أبناء قبيلة البقوم ورددت القصائد والأشعار الحماسية.
واجتمع أبناء القبيل مرة أخرى، وقد تسللت استخبارات الباشا بين أفراد الجيش المدافع ورأوا المناضلة غالية وهي توجه خدمها وتوزع السلاح والتمور على رجال قبيلتها وتشجعهم وتزيد من حماسهم وتدفعهم إلى التحرر من سطوة الجيش الغازي وتمد جيشها بالمال والمشورة، فاعتقدت استخبارات الباشا أن غالية هي رئيسة القوم وأن أمر الجيش بيدها، ولذا فقد كانوا يخافونها ويحيكون القصص والروايات التي تتحدث عن سطوتها وقدرتها على صد الجيوش الغازية، حتى ظن بعض أفراد جيش الباشا أنها ساحرة وخارقة للعادة، لما شاهدوه من طاعة أفراد الجيش المدافع لمشورتها حتى كان مجرد اسمها يثير الرعب بين أفراد الجيش الغازي، الذي عاد أدراجه أمام جيش المدافعين، وهذا ما حكاه الجبرتي الذي كان يتتبع الأخبار حال وصولها إلى مصر عن طريق المراسلات التي تصل من وإلى الباشا ومن الباشا إلى “الإستانة في اسطنبول.
وتعددت الروايات حول قصة غالية وبطولاتها، إلا أن مضمونها بالمجمل هو انتصاراتها على جيش الباشا، وهذا لم يختلف عليه أحد، ولا شك أنّها عاصرت في بعض مراحل حياتها فترة توتر وفوضى، ففي عام 1228 ه قام طوسون ابن والي مصر محمد علي باشا بالغارة على مدينة تربة بين الحجاز ونجد ومعه عساكر كثيرون جدا، في هذه الأحداث كان الأمير ابن محيي مريضا، وكانت غالية هي التي توصل خطط المعركة لقادة البقوم في بيت الأمير، وتم النصر للبقوم وانهزم طوسون ومن معه، وقتل أكثر جنده، وفي عام 1229هـ عاد مصطفى بك وقيادة طوسون باشا وعابدين بك وغزوا تربة، ووصلت غالية الخطط للقادة زعماء ومشايخ البقوم ودامت المعركة ثلاثة أيام هزم على إثرها طوسون وعابدين بك هزيمة مدوية، وكان زوج غالية قد توفي عند بداية المعركة الثانية سنة 1229ه، فأخفت خبر وفاته عن الجيش، وبدأت تصدر الأوامر على لسانه حتى تم النصر للبقوم.
ووقعت معركة بسل بين قوات الدولة السعودية الأولى بقيادة الأمير فيصل بن سعود ومعه البقوم بقيادة رشيد ابن جرشان وبن شكبان بأهل بيشه وغامد وزهران وغيرهم، وبين قوات الترك بقيادة محمد علي باشا وكان النصر حليف القوات السعودية في البداية ولكن احتال القائد محمد علي، حيث استخدم مدافع جديدة وكانت الهزيمة وتفرق جيش الأمير فيصل بن سعود واتجه إلى تربه ولكن الناس تفرقت كل لناحيته، -كما ذكر ذلك الدكتور منير العجلاني في الجزء الرابع من كتابه (الدولة السعودية الأولى عهد الأمام عبدالله بن سعود)-، وقد أظهرت الأميرة غالية -رحمها الله- شجاعة فائقة ومواقف بطولية فذة، حيث قامت بتفريق أموالها، على رجال العشائر والقبائل الراغبين في القتال ضد العدو وزودتهم بالأسلحة ومقتنيات الحرب، وهزموا الغازي، وكان تاريخ هذه المعركة في شهر ذي الحجة من عام (1228هـ-1813م).
وعندما بلغ محمد علي باشا خبر هزيمة ابنه طوسون، وفشل قواد جيشه من أمثال: مصطفى بك، وتوماث كث الإسكتلندي، قرر قيادة المعركة بنفسه فجهز جيشاً كبيراً على مستوى عالٍ من العدة والعتاد، فأرسلت غالية رسالة للإمام (عبد الله بن سعود) حاكم الدرعية آنذاك، مفادها أن محمد علي باشا والي الدولة العثمانية على مصر، قد جهز جيشاً كبيراً لا طاقة لنا به، وهو في طريقه إلينا على رأس مئة ألف مقاتل، وعلى الفور فقد أرسل الإمام عبدالله بن سعود شقيقه فيصل بن سعود الكبير على رأس جيش محارب، ويتكون هذا الجيش من عشرين ألف مقاتل من أهل تربة الفوارس الشجعان، ومن عشرين ألف مقاتل من أهل الجنوب وتهامة البواسل الفرسان، ووقعت المعركة، وتمت الهزيمة في معركة (بسل) الشهيرة، وكان ذلك في عام (1230هـ).
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها فقد اختلف المؤرخين في مصير غالية وما آل إليها أمرها، منهم من قال إنها ذهبت إلى الدرعية وأقامت بها، وسارت قافلتها على ثمانية وعشرين جملاً محملين بالزاد والذهب والفضة، ومنهم من قال إنها عادت إلى مسقط رأسها تربة وأقامت في قصرها الواقع على طريق تربة الطائف، وهكذا تنتهي الأخبار المتواترة عن المرأة الحديدية التي ملأت قلوب خصومها رهبةً وخوفاً بعد أن جندلت الكتائب الغائرة والجيوش الغازية ليخلد التاريخ كفاح الاميرة غالية البقمية في الحفاظ على أبناء عشيرتها.